شـــريط إهداآت

شـــريط إهداآت

الأحد، 17 يوليو 2011

لماذا لم يتم تغيير التوقيت ؟






تعيش الطبقة العاملة من العمال والموظفين والمهنيين والسائقين وباقي المسحوقين حالة من القلق وهي تترقب قرارا حكوميا بتأخير الساعة ستين دقيقة حماية لهم من الدوام الطويل وهجير الشمس اللاهب في شهر الخير والبركات ويصدمهم معلومات تفيد أنه قد يستمر العمل بالتوقيت الحالي وهذا أحبط الناس واختلط الأمر عليهم وسيزيد الطين بلة إذا فعلا لم يتم التعديل وفقا للواقع اليومي وحركة الشروق والنهار والغروب والصيام.
والغريب أن عدم الفهم لطبيعة اليوم الرمضاني من قبل البعض قد يكون مرده لعدم المعايشة الحقيقية لرمضان والصيام والسؤال الهام الذي يطرح نفسه هو كيف لمن لا يصوم ولا يعرف الصيام أن يشعر بالصائمين ومعاناتهم جرّاء الساعات الطوال التي سيتسم بها نهار الشهر الكريم .
وقضية الدوام الساعة العاشرة صباحا فهذا دوام الذوات والوزراء وأبناء الوزراء والأثرياء المنعمين والمترفين الذين لا يفارقهم التكييف لا ليل ولا نهار ولا في مكتب أو سيارة وأما الغلابا الذين لا يستطيعون النوم أكثر من الساعة السادسة صباحا وبعيد شروق الشمس بقليل يضطرون للخروج لأعمالهم فلن تنفعهم الساعات الإضافية الأربع الصباحية التي منحتهم إياها الحكومة في شيء لأنهم لا يحتملون النوم حتى الظهيرة وهم أنفسهم سيضطرون للعمل يوما مملا لن ينتهي إلا وقد أنهكهم الجوع والعطش وازدحام السير واضطراب الأسواق.
أما ليل الغلابا والمتعبين الذي سيبدأ بعد الإفطار المتأخر وصلاة المغرب ومن بعدها صلاة العشاء ويليها وقت طويل قبل الإقامة ثم التراويح التي يحلو لبعضهم أن يمدها إلى عشرين ركعة وحينها سيهجع الناس إلى الراحة عند الواحدة فجرا ولن تدوم راحتهم لأن فترة السحور ستكون عند الساعة الثالثة فجرا وتستمر إلى ما بعد صلاة الفجر حيث يصلي عباد الله الفجر حاضرا فتكون الساعة قد أعلنت الخامسة صباحا وأكثر وهنا يبدأ موعد صحيان العاملين أصلا !!!!
وهكذا فرمضان السنة سيكون مربكا في ضوء ما تقدم ولا حاجة لإعادة الشرح إذا تم تأخير الساعة ستين دقيقة فالفائدة بساعة صباحية واخرى ليلية تحسب لراحة الصائم إذا كنا نرغب بذلك ولم نعزو عملية التأخير والتقديم إلى الأسطوانة المشروخة القديمة حول التوفير في الطاقة وتنظيم حركة الناس وما إلى ذلك من الكلام الذي لم يثبت صحته مطلقا ولا تتوفر دراسات حقيقية منشورة توضح ذلك !
يأمل الناس هذه المرة بقرار حكومي يفيد العباد وبملء إرادتها ودون ضغط من الشارع والاعتصامات والمسيرات والتي أصبحت سمة أساسية لكل تصرف أو قرار حكومي !!
/عن الدستور 

الأحد، 3 يوليو 2011

المحبطــون الأردنيـــون!




بقلم : عصام العمري


"المخلص للحكومة مستحيل يوصل". مقولة قديمة كنا نسمع كثيرين يرددونها ممن أحاط بهم الإحباط والملل أو انتظروا طويلا حتى يحصلوا على فرصة في منصب أو موقع ما وهم طيلة فترة عملهم الوظيفي يجدّون في العمل ويحثّون الخطى في سبيل التطوير والتحديث ما وجدوا إلى ذلك سبيلا وفي النهاية يواجهون سدا منيعا يحول دون وصولهم على سلم الوظيفة درجة عالية حلموا بها أو تمنوها وغالبا ما تكون هذه الفئة من الحالمين المحبطين تستحق ذلك أو على الأقل ترى أن جهدها وتفانيها بالعمل يؤهلها لأن تحتل مكانا متقدما في الوظيفة الحكومية وهذا حق مشروع لكل مجتهد.


ولكن ولا نفضح سرا إذا قلنا إنه غالبا ما يتم تفصيل المناصب في بلدنا أو "تقييفها" على واقع آخر وبعيدا عن التمني والحلم والاجتهاد والتفاني بل حسب الواسطة والمحسوبية ودرجة قوة مقياس المعرفة "الريخترية" من أصحاب القرار قدس الله سرّهم فهم الباتعون وهم العالمون والمحظوظون الذين بيدهم أسرار العالم والناس والمناصب!.


وما زالت كلمات أحدهم ترن في اذني وهو يقول "لا تتعب نفسك فالدولة ليست معك ما دمت معها" ومعنى هذا أن الدولة مع ذي الصوت العالي والمعارض دائما والمشاكس وهو من تحسب له حسابا فتسترضيه وتقرّبه منها إلى درجة الاحتضان وأما الموالي والمجاهر بمواطنته وإخلاصه فهو في نظرها "مضمون" ومركون ولا خوف منه ولا تشويش أما الخطر فيأتي من المعاكس وذي اللسان الطويل والمتآمر، فكم من مسؤول وصل وتمتع بلقب كبير وتقاعد أكبر وأرصدة أكبر وأكبر وكان تاريخه قد بدأ بمؤامرة على الوطن ورموز الوطن؟ وأعتقد أن هذه الحقيقة لا يستطيع أحد أن يخفيها فالأمثلة كثيرة جدا!.


للأسف.. الإحباط كبير الذي تلمسه لدى أبناء الدولة الذين يتوقعون منها أن تعاملهم بالمثل ولا ينظرون للآخرين نظرة حسد بل نظرة أمل بالعدالة ولا يطمحون إلى أكثر من حقهم ولا يعترضون على خيارات الدولة في تقليد المناصب لمن تشاء فلها الحق بذلك لكن ليس على حساب المحبطين الموالين القابضين على جمر الحب والعشق والانتماء وهذه مشكلتهم فهم هكذا خلقوا ومن الصعب تغيير جلودهم ومشاعرهم وولائهم.


وعلى الدولة أن تختار من تشاء ولكن بعد التأكد من قدرة من تريدهم في المقدمة أنهم "قدها" لا من أولئك الذين يكسرون هيبتها وسرعان ما ينقلبون عليها وهم يرضعون من حليبها ويختارون التمرد عليها عقوقا واضحا وتسجيل مواقف على حساب سمعة الوطن.


ونفس هذه الفئة من الموزّرين ليسوا ممنونين للدولة وعلى العكس بل يتكبرون عليها ويتعالون وعلى أساس أن استرضاءهم يسيء إلى مواقفهم السابقة وطبعا كل هذا يلمسه المواطن العادي ويدركه ويعرفه وذاكرته "تمام التمام" وما يميز الأردنيين الذين يعاني ثلاثة أرباعهم من نقض فيتامين بي 12 ولكن في هذه الجزئية فذاكرتهم ممتازة وخاصة فيما يتعلق بالسوابق والتآمر والجنح و"ما يخفاك" وكما أن المواطن العادي لديه قدرة على توزين الأمور ويدرك أن هذه السياسة أفرزت اناسا من غير مخلصين للوطن ووضعتهم في المقدمة فما كانوا بمستوى الآخرين الذين قدّموا وضحّوا وكانوا على قدر الثقة بهم فما تعسكروا ولا تمردوا ولا انقلبوا ولا خانوا مثل البعض الذين فاجئوا الوطن وأقرب الناس إليهم سواء بمواقفهم السياسية أو سلوكهم الفسادي أو استغلالهم للموقع العام وسرقة أموال الدولة أو الإهمال أو أي سلوك مشين آخر.


وبعد؛ فهل سيظل المنصب "مرظوة" لفلان وعلاّن وهل سيظل حكرا على نفس الطينة وابن الوزير يجب أن يكون وزيرا وباقي عباد الله المحبطين فقط على الهامش ومجرد متفرجين! طبعا هؤلاء لا ينقصهم علم ولا خبرة ولا مواطنة كما تعلمون ويتفوقون في إخلاصهم وولائهم وقدراتهم على كثيرين ممن تختارون إلا إذا حرام على أبناء الحراثين والعسكر والعمال والسواقين وصغار التجار والمواطنين العاديين والفقراء والغلابى أن يتولوا مناصب الدولة الرفيعة!.
التاريخ : 03-07-2011

الثلاثاء، 28 يونيو 2011

مؤسسات قياس الرأي..




بقلم : عصام العمري
مؤسسات قياس الأداء هي مؤسسات عالمية غالبا ولها فروع إقليمية ومحلية وتشبه إلى حد ما مراكز الدراسات ألاستراتيجية التي تعنى بقياس الرأي والأداء الحكومي أو ما يتعلق بالسياسات الحكومية ألاقتصادية والاجتماعية وهي تختلف عن المؤسسات التي أشرت إليها بالبداية وهي التي تعتمدها المؤسسات الكبرى والشركات على اختلاف أنواعها عندما تعتمد في خططها الإعلامية والإعلانية وأساليبها الدعائية والتسويقية الترتيب الذي تنتهي إليه دراسات وتحليلات مؤسسات قياس الأداء وحسب سلّم الأكثر شهرة والأوسع انتشارا لوسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة ويطال أيضا شركات الدعاية والإعلان وكل وسائل الاتصال الاجتماعي.
تعتمد الشركات الكبرى وحتى المتوسطة نتائجها في توزيع مخصصاتها على الأفضل والأكثر انتشارا والأكثر ثقــة وتميزا ! ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو مدى المصداقية الذي يمكن أن تتحلى به هذه المؤسسات وهي قليلة جدا أو تكاد تكون منفردة ؟! وهل يتم ترتيب سلّم الأفضليات في زوايا مظلمة أو أركان معتمة تصم آذانها وتغمض عيونها وتحصر عملية القياس بعينة واحدة يتيمة وضمن إطار برجوازي محدد أم تتناول في عيّناتها المختارة والعشوائية نخبا من مختلف فئات المجتمع بغض النظر عن المناطقية أو المستويات المعيشية ؟ وهل تؤخذ العينات من الشوارع أو المولات أو سؤال الناس في أماكن أعمالهم وسكناهم أم من خلال اختيارات محددة و مؤطرة بشكل يخدم بعض المنتفعين الدافعين بكرم زائد لهذه المؤسسات غير المنطقية في كثير من نتائجها المعلنة وغير المعلنة والتي تجاري كثيرا البعض على حساب بعض آخر وتتملق وتحابي وتجامل في نتائج أبحاثها وتدفع إلى المقدمة من يدفع أكثر طبعا !!!
ومع غياب أية جهة رقابية على هذه المؤسسات لتقييم عملياتها وقياس مدى جاهزيتها وحياديتها وهي الأهم ومدى مطابقتها للمعايير الدولية في القياس وإن كانت نتائجها فعلا واقعية وصادقة لأن ثمة مسألة مهمة ترتبط بهذا الأمر ومبالغ طائلة تدخل باب الدعاية والإعلان تتجه مع اتجاه محددات الأولوية والأفضلية التي تحددها هذه المؤسسات وثمة تفاهمات وبوادر اتفاقات تتم في الخفاء بين الاستشاريين والمقيمين والمعلنين والمعنيين والوسطاء وثمة "كمسيونات" كثيرة تتأرجح ما بين هؤلاء وأولئك والخاسر الوحيد هو المساهم الذي يسلّم ذقنه لإدارات تسلّم هي بدورها ذقنها لاستشاريين " مرتبينها ع الآخر" وكله بيلعب على كله !!!!
كل الشركات الكبرى والمؤسسات الضخمة والتي تمتلك خبرات واسعة في مجال العلاقات العامة والإعلان ولديها جيوش من الموظفين المؤهلين لما لا يكون لديها أقسام القياس الخاصة بها فهي أقدر على تقدير مصلحتها وليس صعبا استحداث هذا النوع من الأقسام التي توفر كثيرا من المال والجهد والوقت في ظل ثورة الاتصالات الكبرى والمستمرة يوميا بالجديد في مجال الاتصال وتحديد العينات وتوجيه الاستفسارات وجمع البينات والعينات والخروج بنتائج حقيقية غير مشوبة بأية شبهة ولا خاضعة لمعايير الصحبة أو الأفضل اللي بيدفع أكثر!!!!
 

الاثنين، 20 يونيو 2011

إذ نعتذر للطفل آدم!



بقلم : عصام العمري
آدم، طفل ما زال في عمر البراعم وعمره سنتان وأربعة أشهر وفي هذا العمر يتعرض الأطفال لنكسات مرضية وحسب قدرة أجسامهم المناعية تتفاوت حالات المرض عندهم. وآدم شاء القدر أن يتعرض لالتهاب الحلق فيضطر والده لحمله على جناح السرعة إلى المركز الصحي القريب من مكان سكنه وبعد إجراءات الروتين المتبع ومع قلق والد آدم المتسارع يتاح له الدخول إلى غرفة الكشف فيدخل إلى «الحكيم» بلهفة طلبا للعلاج ويضع آدم بين يدي الطبيب الذي كان يعجّ على سيجارته بنهم وهو يحاول النهوض لفحص آدم، حاول والد آدم أن يفهم المشهد لكنه وفي مقاربة سريعة أدرك أن الوضع غير صحيح وأن أبسط القواعد الصحية تفرض على الحكيم أن يلتزم بأدب الفحص لطفل شاء القدر أن يكون مريضا بالتهاب الحلق فيقع بين يدي طبيب مدخن فيصبح مدخنا قسريا رغم غضاضة رئتيه وضعف مناعته وحاول الأب الاعتراض فحسم الطبيب الأمر فأنهى الكشف بسرعة وطمأن الأب أن الطفل بخير وأن الأمر سهل جدا ووصف الدواء على عجل تخلصا من الطفل بدل التخلص من السيجارة!.
حمل أبو آدم طفله وعديد من الأسئلة تدور في ذهنه مع إحباط بالغ دفعه للتوجه لمدير المركز وبادره بالسؤال.. هل يحق للطبيب أن يدخن في غرفة الكشف وتساءل وهو يتصنع عدم المعرفة أليس هذا ممنوعا؟ فجاء جواب المدير أكثر جدلية ومبهما وقال له: لقد صعّبت الأسئلة! صدم الأب مرة اخرى وخرج مسرعا لا يدري ما يفعل.
صحيح أن البعض بغض النظر عن مهنهم يكونون مبتلين بآفة التدخين وقد يقول قائل هذا يدخل ضمن الحرية الشخصية والتصرف الفردي ونتفق على ذلك ولكن نتساءل ألا يتعارض هذا التصرف وما يشابهه مع قانون منع التدخين في الأماكن العامة ويتناقض مع المبدأ ؟ قد يكون الطبيب مدمنا ولكن هل يحق له التدخين في غرفة الكشف؟ قد يكون هنالك من يتصدى للدفاع عن هكذا سلوك وقد نتفهم أو نتصنع الفهم أو نجامل وقد لا نقبل ونرفض وتتعدد الآراء ولكن السؤال المطروح هل سيفهم آدم وهل سيحصل آدم على فرصة الدفاع عن نفسه أمام عجز المجتمع في الدفاع عنه؟. آدم.. لا نملك إلا أن نعتذر إليك وأنا وإن لم أكن مدخنا فأعتذر نيابة وبالأصالة عن نفسي والمجتمع ومع الاعتذار خجل بالغ منك لأننا ضعفاء ولا نملك لك حماية ولم نؤمن لك فضاء مريحا صحيا وما ضمنّا لك هواء نقيا خاليا من الشوائب حتى في غرفة الكشف! لن تفعلها لأنك لن تدرك كم هو صعب أن نلتزم بالقانون في هذه الجزئية مع أننا نطبق القانون في نواحٍ اخرى أقل خطورة وكلفة وإيلاما وتأثيرا على المجتمع لكننا نتهاون في مسألة التدخين ومع أن القانون موجود لكنه في الثلاجة مع شديد الأسف!. نعتذر إليك أيها الطفل يا آدم وكم تمنيت لو أن الطبيب «الحكيم» استغل فرصة إضرابه عن العمل هو وزملاؤه وجمعوا أنفسهم في فسحة من الوقت وقاموا بزيارتك على شكل «جاهة» وأخذوا منك عطوة اعتراف بالخطأ، على الأقل صيانة لحقك الإنساني كمواطن اعتدي عليه، اسوة بجاهات تذهب إلى مناسبات أقل خطورة وأخف وقعا وبمناسبة وبدون مناسبة! ولا أعتقد أن أحدا سيمانع في الصلح فيما بعد، فالنهاية معروفة دائما (فنجان قهوة) ولكن هل ستحظى بذلك يا آدم؟
/عن الدستور 



السبت، 11 يونيو 2011

إذ اكتحلت العيون برؤية القائد

إذ اكتحلت العيون برؤية القائد 





بقلم : عصام العمري 
في خطوة غير مسبوقة وفي صورة نادرة الحدوث، كان المليك المفدى امس مع الأهل والعشيرة على ميعاد، فكان اللقاء وتلاقت العيون بالعيون وتلامست الأكف بالأكف وتبودلت الابتسامات بين الملك الإنسان والشعب الوفي ونسج الاردنيون لوحة مضيئة من التلاحم وكان الاردنيون على مصطلح الثقة وتبادل المحبة وتداول الولاء في نهج متجدد من الحكم الرشيد ورسم الملك للعالم أجمع صورة مضيئة واضحة للعلاقة ما بين القيادة والشعب وأطّرها بنسيج الثقة المطلقة ومن عبق التاريخ يستمد قوة النهضة الى فوح الاستقلال وكرامة الجيش.
فهل بعد هذا المشهد النادر وبعد هذه المسيرة المليونية وهذا الولاء المطلق من كل الاردنيين على اختلاف منابتهم ومشاربهم واصولهم وفكرهم وعقائدهم فهل بعد هذا المشهد وهذا الحدث أي قول.
والمشككون والمرجفون والمزاودون، هل ظل لهم رأي أو قول بعد هذا الذي رأيناه، هل سيسمع لهم صوت أو نعيق أو تخاذل بعدما جسد الملك ووثق العلاقة باللقاء العفوي وبمطلق الثقة.
فهنيئا لنا بالملك وهنيئا للملك بالشعب وبوركت اللحظة التاريخية إذ كان الملك مع الشعب الوفي وكان الشعب معه بكل المشاعر الصادقة والوفاء للرسالة والفخار به.
هي معادلة توافقية لا تحدث إلا هنا على هذه الارض المضمخة بدماء الشهداء والمباركة بطيف النبي الأعظم لما مرّ من فوقها يسري به جبريل فألقى عليها السلام وتباركت بالحولية لبيت الله المقدس وهي جيرة الخير للمدينة سيدة المدائن وزهرة الخير «القدس الشريف».
امس، خرج الجميع بتوافقية شعبية وجمالية نادرة وعزز الاردنيون إيمانهم بالقائد وما هذا الالتفاف حوله إلا تعبير واضح ورسالة لا لبس فيها لكل العالم أن ثمة شعبا هنا يعشق الوطن ويؤمن بالهاشميين ويدين بالوفاء والانتماء والولاء للعرش الغالي.
أما أنت ايها الملك الرائع، فإننا نقرؤك في كلمات الشعر أبياتا ونسمعك اغنية ونحس بك تلملم الشعث وتكفكف الدمع وتبني للوطن صروحا وتمد آفاقا من اشراقات المستقبل بالتفاؤل والامل.
سيدنا.. حقا.. عدلت فأصلحت فأمنت فظهرت بين أهلك وسرت بينهم آمنا مطمئنا. فسلام من الله عليك ورحمة منه وبركات.
/عن الدستور


الثلاثاء، 7 يونيو 2011

إدارة خاصة لخدمات المصطافين




بقلم : عصام العمري
نقترب من بدء موسم الاصطياف وما هي إلا أسابيع قليلة وتبدأ العطلة الصيفية في دول الجوار الخليجية وتنطلق موجات المواطنين القادمين للمملكة عبر المنافذ الحدودية البرية الشرقية والجنوبية وكذلك الأردنيين المغتربين الذين يقضون إجازتهم في ربوع الوطن بين أهاليهم وكذلك تنشط السياحة العربية من فلسطين وخاصة فلسطينيي 48 الذين يجدون في عمّان متنفسا لهم وفرصة للتسوق والاستمتاع بالأجواء الحميمية والأخوية بين أهلهم وذويهم وربما فرصة التمتع بمهرجانات الأردن الفنية المتاحة لهم.
والسؤال المطروح هل استفدنا من تجارب السنوات الماضية في التعاطي مع هذا الموضوع بشكل يضمن النجاح للموسم القادم 2011 وطبعا الإجابة لدى القطاع الخاص معروفة وكل يغنّي على ليلاه والمقياس هو حجم الأرباح التي ستحقق خلال الموسم بغض النظر عن مصلحة الوطن العليا وسمعته لا سيما ونحن على أبواب بدء المباحثات للدخول لمجلس التعاون الخليجي وسينعكس رأي ألمواطن المصطاف بالتأكيد على صاحب القرار في حينه، وسيكون من المهمّ لنا رأي ايجابي يبديه شقيق زارنا وأمضى الصيف لدينا مستمتعا بأجوائنا اللطيفة والمعاملة الرقيقة التي قوبل بها.
فهل أعددنا أنفسنا لاستقبال أهلنا من دول الخليج وهم سيفضلون قضاء صيفهم عندنا نظرا لظروف المنطقة العربية ؟ أم سنتركهم ككل عام ومثل السنوات السابقة نهبا لذوي النفوس المريضة والتجار و"الكمسيونجية" والنصابين والمستغلين وبالتالي " يطفشونهم " ككل عام ويحرّموا العودة إلينا ؟؟
هل سنعد لهم برامج مأمونة ومريحة وتليق بهم وبأشراف حكومي تبدأ من الحدود البرية والمطارات ولغاية الفندق أو الشقق الفندقية أو الشقق المفروشة ؟ لاسيما ونحن نملك أكثر من جهة حكومية تعنى بالقطاع السياحي بالإضافة لإدارة الشرطة السياحية ؟
هل ستخصص الحكومة ووزارة السياحة جهازا خاصا لإدارة خدمات المصطافين بالتعاون مع الشرطة السياحية مثلا ! حماية للمصطافين من تغول الطامعين واستغلال المستغلين وعدم ترك الأمر على الغارب كما هو لغاية الآن ؟!!
لن يكون صعبا أن تتخذ هذه الخطوة ولن تكلف الحكومة أي كلفة زائدة إن هي أوجدت هذه الإدارة فقط للموسم ومن موظفين تنتدبهم من وزارات مختلفة للعمل ضمن إطار هيكلي وظيفي منوّع وبكفاءات متعددة وحسب الحاجة تماما كما تفعل المملكة العربية السعودية في موسم الحج مع مراعاة الفرق في الحجم والكمّ وعدد القادمين طبعا !
’تحسن الحكومة صنعا إن هي فكرت بالمصطافين بدءا من الترويج للأردن ومرورا بمساعدتهم وتأمينهم لقضاء أوقات طيبة بيننا بعيدا عن الاستغلال والتنغيص وتحقيقا للخطوة الكبرى على اعتبار أن السياحة ربما تصبح صناعتنا الناجحة إن نحن أحسنّا استغلالها وعملنا بحكمة على مقاربتها ووضعها على رأس الأولويات تمشيا مع الرؤى الملكية السامية وباستمرار حيال هذا القطاع .
/عن الدستور

الثلاثاء، 31 مايو 2011

الاعلام العربي




بقلم : عصام العمري 
سقطت بعض الفضائيات والتي حددت اهدافها مسبقا لقتل الروح الوطنية لدى الشعوب العربية من خلال السم الذي تنفثه عبر شاشاتها المضللة ليلا نهارا وقد كشف المواطنون السوريون الذين جندوا لغايات تخدم هذه الأهداف وعبر شاشات الاعلام الفضائي المتصهين وباعترافات واضحة بثتها وما زالت وسائل الاعلام السوري الحكومية والخاصة لمواطنين غرر بهم مقابل المال او بالتجنيد الأعمى خدمة لأهداف صهيونية ما عادت خافية على أحد.
والمتتبع لهذه الأهداف يدرك حجم الخطر المحدق بكل الدول العربية اذا قررت دوائر معادية ان تستهدف اي دولة لتكون محط مؤامرتها المعدة باشراف خبرات عالمية متخصصة فهي حرب من كل الاتجاهات وبكل انواع الاسلحة وعبر مستويات مختلفة من الفكر المتعدد الاتجاهات والمتناسب حسب الطلب وبما يتفق وميولات الشعوب وايماناتها العقائدية.
الاعترافات التي تبثها الفضائيات السورية العربية لفئات ضلت الطريق وغرر بها تؤكد مدى عميان البصر والبصيرة والارتهان للأهداف الخارجية والأجندات المشبوهة والتي تدخل من باب الفتاوى احيانا على بعض الشباب المتحمس والفارغ من محتويات الانسانية الحضارية المستمدة اصلا من فكر الاسلام النير الذي يحرم القتل تفريق الامة وهدم المنجزات بعيدا عن الأسلوب الدعوي الشرعي المستمد من دستور المسلمين بالدعوة الى الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن.
من يشاهد شلايا الخارجين عن القانون وهم يعترفون ويصفون افعالهم وما يقومون به من تمثيل بالجثث او استهداف النساء لاختطافهن او أخذهن سبايا كما ورد في اعتراف احدهم تم تجنيده في دولة عربية اخرى من قبل تابع لتنظيم القاعدة ومده بالمال والسلاح مبررا أن من جنده يملك قدرة فائقة على الاقناع والمجند المعترف يحمل شهادة البكالوريوس في الشريعة مع الاسف الشديد.
دولنا العربية مدعوة لعدم الاستكانة والنوم في سبات وهي تحسب نفسها بمنأى عن هذا الخطر او تعتقد انها اقوى من الارهاب فمن يعتقد ذلك فهو واهم ومن يعتقد ان مقتل بن لادن اغلق الباب فهو واهم لأن الارهاب قد تمارسه دول ويكون مدعوما من دول عظمى وزعماء دول ورموز تبحث لها عن مكان هنا او هناك وتملك كل الادوات والمليارات ولأهداف بعيدة المدى. الم نتعلم من السابقين العوام الذين قالوا ان السياسة لا دين لها؟.
المتتبع لمجريات الحرب الاعلامية التي تستعر الآن في معظم انحاء دنيا العروبة تنبئ عن مستقبل ضبابي والدولة التي تملك رؤية واضحة ولديها اجهزة ساهرة وقوى امنية امينة ومجموعة من المستشارين الاعلاميين لا الهواة والدخلاء على الاعلام الذين ليسوا ابناء كار وانما تقلدوها مناصب فخرية ولاعتبارات وظيفية فلربما تستطيع ان توجه دفة المجتمع نحو شاطئ الامان بالتوعية الجماهيرية وتعرية الأفكار التي تهب من الخارج وتستوطن العقول والمنابر والقلوب وان تساعد في ايجاد حلول او بدائل حلول لقضايا الشباب العاطل عن العمل والمهيأ لتلقي اية افكار تخدم وقت فراغه وفراغ فكره التائه والمنجذب كثيرا والمنبهر بالغير دون تدقيق او تمحيص او حتى ايمان بل تقليدا اعمى او لمجرد اثبات الذات او تغيير النمط الممل الذي يعيشه في مجتمع مستهلك يكثر فيه الفساد والاعتداء على المال العام دون رادع يزرع في النفس شيئا من الخوف او الوجل من ارتكاب الخطأ.
على الدول ان تعزز اعلامها مقابل هذه الهجمة الشرسة التي لا تبقي ولا تذر وتستخدم كل ما هو متاح وغير متاح وبذرائع مختلفة من ابسطها حقوق الانسان وتغيير الانظمة في توافق عجيب لا يمكن ان يكون خاضعا للصدفة بين اطماع استعمارية وشهية عند البعض الآخر. فالتقاء الرغبتين الاستعمارية بأشكالها والوانها واهدافها وغاياتها ووسائلها ولبوسها مع الارهابية ذات الاهداف والغايات المعروفة هذا الالتقاء يدعو الى التمعن والتفكير والانتباه فلعله هناك التقاء في ذات الاتجاه وان لم يكن معلنا بل التقاء في الغاية والوسيلة وهذا ليس بعيدا على احد ويصيب اي احد ويمكن لأي احد ان يكون الهدف التالي!.
/عن الدستور   

السبت، 28 مايو 2011

الكلية العسكرية الملكية في برقش






بقلم : عصام العمري
أينما تواجد الجيش العربي وفي أي مكان من الدنيا يكون الخير والنماء، والازدهار والبناء، وجيشنا العربي مصدر الأمن والسياج القوي الذي يحوط الوطن بالحماية ويحفظ الكرامة والعزة ويبعث في النفوس إحساس الأمان والطمأنينة وهو الجيش ذو الرسالة العظيمة والمؤمن بالوطن وبالذود عن حياضه إيمانه بقيادته الفذة التي تمده بأسباب التطور والتقدم والتميز وتضفي عليه إلى جانب واجبه العسكري لونا إنسانيا ورسالة أممية في بث السلام العالمي وكان خير سفير للأردن في هذه الرسالة وخلف هذا الجيش قيادة ذو عقلية تنويرية واثقة بخطواتها على كل الصعد وتملك إرادة مؤسسية في قراراتها التي بالنهاية هي لمصلحة الوطن داخليا وخارجيا .
ولعل التوجه لإنشاء الصرح العسكري الحضاري في برقش وبعد الدراسة المستفيضة من حيث اختيار الموقع الجديد وسط منطقة مرشحة لأن تكون تنموية وحاضنة للعديد من المشاريع المستقبلية لتأخذ محافظة عجلون حظها ونصيبها من أسباب التقدم والازدهار والاستفادة من الألق الذي سيضفيه الجيش على المنطقة كاملة.
وبرقش محظوظة لأن تكون حاضنة لهذا الصرح العسكري العلمي الكبير و وجود الكلية العسكرية الملكية فيها أعاد الآمال للناس هناك بحتمية البقاء في أرضهم التي ستشهد تقدما في كل المجالات سواء على صعيد الأيدي العاملة أو السياحة أو ارتفاع مستواها الحضاري وإيقاف نزف الهجرة إلى المدن الكبرى مثل عمان والزرقاء واربد.
الكلية العسكرية الملكية ستكون من أرقى الكليات العسكرية العالمية من حيث التجهيز والإعداد والموقع وكما ستكون جاذبة للمتدربين وطالبي العلوم العسكرية من مختلف أنحاء العالم.
ويبدو أن اختيار برقش لم يأت من فراغ فالمكان والموقع وبما يتمتع به من سمعة تاريخية سيعيد لها مكانتها لتظل حاضرة على مرّ الزمان والطبيعة الخلاّبة ستسهم بتسويق الأردن سياحيا وحضاريا.
وتقول المعلومات إن الكلية العسكرية الملكية في برقش روعي في تصاميمها الهندسية الجوانب البيئية وبحيث تتناسب وطبيعة المنطقة جغرافيا من حيث المحافظة على الثروة الحرجية والموقع التاريخي وكذلك وسط سكان المنطقة الذين يعرف عنهم ولاؤهم المطلق للعرش الهاشمي وحبهم المتصل للوطن وعشقهم الدافق المعطاء كشلالات وعيون الماء والخير العميم في هذا الركن العزيز من الوطن.
وكما هو واضح أن المشروع الذي سيقام على مساحة وقدرها 1200 دونما وتم استملاك 700 دونما منها من أراض مملوكة للمواطنين مقابل الثمن والباقي من أراض حرجية قليلة الأشجار وستعوض من خلال زراعة مختلف الأنواع منها ضمن المشروع نفسه والذي هو بمجمله صديقا للبيئة فالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والحصاد المائي لأمطار الشتاء والمساحات الخضراء التي سيتم تعويضها كلها مكونات المشروع وركائز أساسية في بنيته التحتية .
هكذا مشروع حضاري عظيم يستحق الدعم والمساندة والمباركة لا العرقلة ووضع العصي في الدواليب فهو مشروع نهضوي تنموي تحسد عليه المحافظة والمنطقة.
وما صدر عن البعض من غير ذي العلاقة من ملاحظات حول المشروع وتأثيره على الثروة الحرجية لا ينم إلا عن حسد وغيرة وضيق أفق فحجم الفائدة المرجوة من المشروع أعظم من تأثر بضع دونمات حرجية يذهب كل عام آلاف منها جرّاء التحطيب الجائر والسرقة وحوادث الهش والنش والتدخين العشوائي وسط الغابات ولو أن المحتجين يقودون حملة على الاعتداءات المتكررة على الغابات بفعل الإنسان وعبر العديد من الممارسات السلبية وأخرها الحريق الذي أتى على 200 دونما في جرش الأسبوع الماضي نتيجة استهتار عابث فقتل آلاف الأشجار دون أي فائدة سوى تعرية الطبيعة ودمار مكوناتها الطبيعية ولعل شكوكا تدور حول هكذا اعتداءات وفيها رائحة الحرائق المتعمدة إذ يلجأ البعض إلى حرق الغابات ليتمكن من قطع الأشجار المحروقة بحرية ودون رقابة قانونية مقابل المسائلة عند قطعها في حال كونها قائمة وخضراء والتعرض للعقوبات من قبل الجهات المختصة وهذا يستدعي بذل كل الجهود ومن قبل الجميع للحد من هذا التجني على الثروة الحرجية بدل معارضة مشروع حيوي يحي ولا يميت ويبني ولا يدمر ويزرع الأمان في المنطقة ويكف أيدي العابثين " حرامية التحطيب " إذ ستخضع المنطقة للأجواء الأمنية المريحة وهي أجواء غير مناسبة ولا ملائمة للمتاجرين بمقدرات الوطن وباعة الكلام والمتفلسفين.
/عن الدستور


الأحد، 22 مايو 2011

من الأولـى بالتغيير




بقلم : عصام العمري
لا شك أن موجة ثورات الشارع العربي وساحات التغيير التي رافقت ذلك ومثّلت التسونامي الذي قلب الكيانات وقض المضاجع وأرّق العيون وغيّر وبدّل وأعزّ وأذلّ إنما كانت نتاج معاناة طويلة متسلسلة ومتواصلة وعذابات عاشتها تلك الشعوب مع حكامها وحواشيهم وحرمت من ثروات ومقدرات وإمكانات كانت تذهب في تصاريف لا أحد يعلم إلا الله تعالى عن مصيرها وبالمقابل كان من المحظور على تلك الشعوب أن تشتكي ومن المسموح أن تبكي فلا مجال للتعبير عن الرأي ولا حرية يمكن استنشاقها مع الهواء بل كتم على النفوس والعقول والآراء.
وترى منظمة حقوق الإنسان أن هذا الذي حصل لا يكفي بل يجب هدم كل المؤسسات التي كانت تساند الأنظمة البائدة ! وهنا لا بدّ من التوقف والتمعن وإعادة النظر بالقضية بمجملها والسؤال المشروع هو هل المؤسسات التي كانت تدير الحكم في أي من الدول التي طالها التغيير هل كان وراءها اناس مستوردون من فضاء آخر « من القمر» مثلا أم هم من ذات الشعوب ومن نفس الطينة والعجينة ؟
وهل اللاحقون الذين سيحلّون محلّ السابقين سيتم استيرادهم بمواصفات رفيعة وأفضلية نوعية وسيكونون من الشفافية والحاكمية الرشيدة بحيث سيغيّرون شكل حياة شعوبهم المسحوقة وصولا للحياة الفاضلة ؟ وهل ستكون جيناتهم معدلة وراثيا ومنزوعة من كل إتصال أو صلة بالعرق العربي أو العقلية الشرقية المثقلة بسنوات المعاناة والألم والإحساس بعقدة التراجع عن العالم المتحضّر ؟ وشهية النهب والاستيلاء على كل شيء يخص الشعوب !وثقافة التمسك بالكرسي وعدم التزحزح وتوريث الجمهوريات ! لو أن منظمة حقوق الإنسان تطالب العالم أو تكلف نفسها برؤية ما تفعله إسرائيل ومؤسساتها بالعرب الفلسطينيين العزّل وما تمارسه من إذلال وقهر وتحطيم للنفوس وقلع لجذور البشر والشجر على حد سواء !الحقيقة أن العرب هم العرب ولن يتغير شكلهم عند الأفرنج سواء الذين تغيّروا أو الذين غيّروا فالجينات هي هي والسلوكيات نفسها والعرق ذاته ولا تغيير عليه وما يطلبه ما يسمى بالمجتمع الدولي وما يسطّره على حساب الأمة العربية من مسرحيات التغيير والتبديل إنما هو جزء من قائمة مخططات مرسومة منذ زمن بعيد جدا ولكن المسرحيات تكون على شكل فصول واحدا تلو الآخر والمسرح هنا ستائره حريرية ناعمة والمخرج والكاتب والسيناريست خبرتهم طويلة بعلوم الشعوب ولديهم دراية في فن التآمر ويضمرون في انفسهم خروقات وخروجات على النص ليس بالضرورة أن تكون لمصلحة الممثلين بل بالتأكيد لمصلحة المتفرجين !
كم كنا نتمنى لو أن منظمة حقوق الإنسان وهي التي تخص كل إنسان وليس العربي فقط دون غيره هذه المليئة بالعواطف والمشاعر وتغمرنا بهذا اللطف الزائد والحنان الدافق لو أنها تتحنن على الشعب المقهور المدعو شعب فلسطين فتندد بإسرائيل وبمؤسساتها البوليسية وما خلفها من سجون وأجهزة أمنية تتفنن في تعذيب العرب الفلسطينيين ليلا ونهارا وسرّا وجهارا وتنكّل بهم على مرأى ومسمع العالم أجمع وتقزّم تاريخهم وتحذف آمالهم وتقطع كل صلاتهم بالحضارة الإنسانية التي هي حق لكل البشر على حد سواء .
الأولى والأكثر حاجة للتغيير هو العقل الإسرائيلي الحاكم للشعب الأعزل والنظام البوليسي القمعي الذي يمارسه الإسرائيليون وهم الذين يجب أن يضغط عليهم المجتمع الدولي للتغيير ويحاكم قادتهم ويجيّش كل الدنيا ضد حكامهم الذين لم يسجل في المنطقة أكثر منهم ظلما ولا غطرسة وآن الأوان لمحاسبتهم على جرائمهم السابقة واللاحقة ونبذهم والحجز على حساباتهم وحصارهم وتطويقهم وعلى المتباكين على الشعوب العربية وعلى حقوقهم وآمالهم وحرياتهم البدء من عند إسرائيل ، أليست إسرائيل جزءا من المنطقة ولا بد أن يشملها التغيير.وهل يمكن للعالم أن يترك العرب يقررون بأنفسهم دون التدخل بهم تارة من الأصدقاء وتارة من الأعداء وهل يمكن للعالم ألاّ يتخيل أن العالم العربي كعكة يمكن تقاسمها في أي وقت وهل يمكن للعرب أن يدركوا أن لا أصدقاء ولا أقرباء لهم إلا أنفسهم وأن لا أحد يهمه في هذا العالم إلا مصلحته وأن إسرائيل تضحك في سرها على ما جرى ويجري في شارعنا العربي ؟؟
/

الخميس، 19 مايو 2011

الثوريون المصريون بيننا



بقلم : عصام العمري

نخبة من قيادات ثورة 25 يناير في مصر في مضاربنا وبين أهلنا وموضع حفاوتنا وبالتأكيد نالهم قسط كبير من الاهتمام وقدم لهم المنسف الاردني عربون محبة وتقدير وربما تنادى الناس بجيرة الله عليهم قبول دعوات اخرى لإظهار مدى الكرم الاردني في مواجهة ضيوف حلوا سهلا ووطئوا ارضا.
لكن المحير أن كوكبة الأبطال الثوريين الذين خطط لهم للقاء المواطنين وينظر اليهم البعض بإعجاب كبير وغيرهم من رفاق الثورة « النخبة « هم انفسهم وغيرهم من قرر رفع سعر الغاز علينا وتعاملوا معنا كما اسرائيل التي اصلا كانت تحظى بميزة كبيرة عنّا وستعود الى الحصول على الافضلية السعرية لاحقا وأراهن على ذلك. وسنبقى نحن على أمل أن يحنّ علينا أشقاؤنا الثوريون ويرسلوا الينا الغاز وبالسعر الذي سيفرضونه لا سيما أننا الآن سننضم لدول مجلس التعاون الخليجي مما أثار حفيظة بعض الأشقاء الإعلاميين وشاهدنا محاوريهم على الفضائيات الرسمية يطرحون الأسئلة بخبث عن العلاقة في اتحاد بين دول لا يجمعها الجوار والبعد الحدودي وكأن هؤلاء الاعلاميين قد عميت ابصارهم فنسوا أن الاردن يملك اكبر حدود مع المملكة العربية السعودية وألا فاصل طبيعيا بين الأردن والخليج بل هي ارض واحدة ممتدة وصحراء مسكونة بكل الطيب وتفوح من مضارب ساكنيها روائح العنبر الممزوج بالأصالة والنبل وحب الآخر والإيثار ومساعدة المحتاج ونجدة المظلوم وصفاء ونقاء السرّ والسريرة .
لا شك أن أي احد له أن يدعو من يشاء لكن « النخب « الثورية لسنا بحاجة اليها خوفا على فضائنا من أفكار ثورية لا تليق بمجتمعنا ولا بمواطنينا ولأن المواطن العادي يشاهد يوميا نتاج الثورات العظيمة وما خلّفته من دمار ودماء وما حققت من احلام للغلابا والفقراء والمساكين الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة وما تبدل عليهم شيء سوى فقدهم للأمن والأمان في بلدانهم وما حققت الثورات من انجازات عظيمة للدول الاستعمارية وارتهان دولها للبنك الدولي وغرقها في الديون لعشرات السنين مع ارتهان ثرواتها للغرب لمئات السنين الم يكن أكثر واسرائيل التي استراحت ووضعت همّها في الثلاجة ورجليها في الماء البارد!
فإذا كان الجواب أن هذه « النخب « قد فعلت شيئا من الإصلاح وستحقق جزءا من الأحلام التي وعدت بها عبر التغيير ولم يكن الأمر مجرد رسائل وأمنيات وأوهام حملها الفيس بوك وطيرّها لكل ديار العرب بذات النهج الحالم فهذا يدفعنا للسؤال: هل سنرى قريبا فراغا في الأيدي العاملة لدينا جرّاء عودة القوى العاملة المصرية الى ديارها لتشارك في أكل الكعكة؟
وهل سينعم المصريون المعذّبون في الأرض براحة بال بعد رحلات العذاب التي مرّوا بها وتشحططوا في انحاء الدنيا بحثا عن لقمة عيش مغموسة بالكد والتعب وألم الغربة ؟
وهل سيتمتع المواطن العربي المصري بحق التعليم والعمل والوظيفة وسيقبض راتبا يتجاوز ثمن حاجته من اللحمة له ولعائلته لمدة يومين فقط من الشهر؟
وهل سيشدون الرحال عائدين لبلدانهم محملين بالأمل الحقيقي بدل الهموم والخوف من احتمالية عدم قبول رجعتهم وانتهاء التصاريح والإقامات وتأشيرات السفر وضيق ذات اليد؟
شعب عظيم كهذا الشعب المكافح يستحق اكثر من « نخب « ثورية تسوق نفسها لنفسها في لقاءات بالتأكيد لم يحضرها أي عامل مصري مسحوق واحد ممن لديهم كثير من التساؤلات والحيرة المقلقة على وطنهم بل اقتصر الأمر على البروتوكليين والتلميعيين !
وللحققية -لحد الآن- لا أعرف ما سبب دعوة الابطال الثوريين لزيارة الاردن؟
هل لنتعلم منهم نهج الثورة والتغيير وجرّ الأوطان الى مزالق نهايات لا نهايات لها أم لأسباب أخرى لا يعلمها إلا الضالعون والضامرون؟ أم لعل سبب الدعوة لمناقشة ضرورة استمرار تدفق الغاز للأردن بسعر منطقي ومعقول غيرمكلف للخزينة ولا جيب المواطن المسحوق ومنهم المصريون المقيمون بيننا وعددهم بمئات الآلاف ويشاركوننا الماء والكهرباء والغاز والكاز ورغيف الخبر والهواء ؟ ربما من يدري!! .