شـــريط إهداآت

شـــريط إهداآت

الأحد، 8 مايو 2011

الاعلاميون السوريون.. تحية لكم .







الاعلاميون السوريون.. تحية لكم .
بقلم عصام العمري


عصام العمري 

لا أحد ينكر أن الاعلام يشكل الآن حالة قوية للتغيير في العالم واصبح الاعلام أداة فاعلة وكان يطلق على الحالة الاعلامية التي تتمثل بالسجال الكلامي بين الدول بالحرب الاعلامية تشبيها بالحرب العسكرية وقد تطور هذا المفهوم بحيث اصبحت الحرب الاعلامية واقعا وقد لجأت كثير من الدول الى هذا الاسلوب الجديد في الحرب فهذه الحرب لا تكلف كثيرا وخسائرها في الارواح تقتصر على الجانب الاخر فقط والمواجهة فيها على الارض تكون بين شعب او مواطني الوطن الواحد المستهدف من الحرب دون الجهة المعتدية التي لا يكلفها الامر سوى فريق عمل اعلامي محترف يسانده بضع خبراء او عملاء من الجانب الآخر وفضائية واسعة الانتشار ولديها مندوبون اشرار معبأون بشكل جيد وجيوبهم مليئة بالمال ولا شرط للجنسية او الانتماء لأي ملة او دين والمهم المبلغ المرقوم والمدفوع لنقل المعركة على ارض الجانب الآخر واشعال فتيل الفتنة واذكاء روح العداء وتثوير المواطنين وضمان الاقتتال الداخلي اي بمعنى آخر حرب محلية من صنع خارجي او حرب داخلية من صنع عدو او صديق متربص او مأجور خارجي والامثلة كثيرة على ذلك ففي عالمنا العربي عشنا هذا النموذج في حرب العراق التي كانت تجربة جديدة لوسائل الاعلام العالمية التي مارست كل انواع الحرب الاعلامية وتدربت مجموعات وعلى ارض الواقع وفعليا فمارست الحرب وانتصرت فيها الامبراطوريات الاعلامية وهزمت الجيش النظامي صاحب العدد والعدة بمساندة الألة الحربية فكانت الكاميرات التلفزيونية عين صواريخ الكروز ودليلها وكانت هذه الكاميرات حصان طروادة الذي يدخل الاعداء نهارا جهارا الى الدولة المستهدفة وبعد حملة طويلة مدروسة ومركزة وتحطيم للمعنويات وفبركة قصص عديدة وبمشاركة أحدث الاسلحة في هذا السياق وهو سلاح التواصل الاجتماعي واستخدام طاقات الشباب المتعطش والمفعم بالأحباط والمعبئ بكثير من مختلف المشاعر والافكار فتبدأ الحرب من حقوق الانسان وتنتهي بهدم آمال نفس الانسان باحتلال وطنه او احضار حكام جدد من خارج الحدود مرتبطين بقوى عالمية استعمارية ذات اهداف شيطانية ملونة بألوان ملائكية ناعمة نلمس نتائحها في عديد من الدول التي مورست عليها هذه الحرب الحديثة فكان الخراب وكان الألم والتشريد ونهب الثروات والاقتتال وزوال الأمن والأمان.
ولكن الاعلام الواعي المهني المدروس والمتمكن والمؤمن برسالته والمستند للأيديولوجية الواضحة يمكن ان يتصدى او يحاول ان يكون ندا على الأقل لتوعية مواطنيه وتجنيبهم خطر التأثر بموجات الاعلام الفضائي المسعور وهنا اشير وبدون اي تحيز وبدون اي مصلحة ولكن من باب المهنية البحت اشير الى الزملاء في الاعلام السوري الشقيق الذين شكلوا حالة متفردة في التصدي للأعلام الفضائي المسعور الذي يتدخل بشكل واسع وعبر كل وسائل الاتصال وعبر غرف المونتاج والمكساج المدججة بأحدث تكنولوجيا المرئي والمسموع وقد ابدى الاعلام السوري كفاءة مهنية عالية في التعاطي مع الحرب الاعلامية ضد وطنهم ان لجهة تجييش الشارع ونقل مشاعر وانطباعات المواطنين (الغالبية الصامتة) وصولا لتصوير الحالة الحقيقية للشارع السوري مقارنة مع الهجمة الشرسة القادمة من الخارج أوالداخل وبحالة جنونية والتي استهدفت قتل الروح المعنوية للمواطنين والمسئولين على حد سواء وتدمير كل البنى مستخدمة كل اسلحة الحرب الاعلامية ووسائل الاتصال الجماهيري والتواصل الاجتماعي وشهود العيان المفبركين والروايات الدموية المفجوعة الباكية فكان الاعلام السوري والخاص تحديدا قويا في تعرية الصورة وكشف المستور وفضح التلاعب الفني وترصد وتصيد الهفوات التي فاتت المونتير او المزور العميل او العدو وسمعنا وشاهدنا كثيرا من التناقضات التي التقطها الراصد السوري الاعلامي المتمكن والتي كانت عبارة عن صناعة اعلامية مزيفة بشكل رديء لكن اعتادت هذه الاجهزة الاعلامية المصنوعة لهذه الغاية ان تمررها على المواطن العربي هنا او هناك ويقبلها بمحض سذاجته مع علمه بسوء النية عند هذه المحطات الحربية الفضائية والتي لا تنقل الرأي ولا الرأي الآخر بل ما يعد في دوائر الخفاء والتخطيط الاسود ضد الامة.
الزملاء في الاعلام السوري فرطوا المسبحة وكشفوا عيوب التزوير الاعلامي والتزييف المسبق والتآمر الذي مارسته وسائل اعلام، عربية اللغة صهونية الصناعة والولاء.
نعم.. نجحوا في تطويق فضائهم من التلوث الاعلامي الخارجي فتحية لهم لانهم مهنيون حقا وصمدوا أمام تغول اعلام المستعربين في زمن اعلام الامبراطوريات المتآمرة التي تستهدف الأمة في صميم كيانها ووجودها خدمة للصهيونية العالمية وسياسة الدول التي تكيل بالف مكيال ومكيال.



عصام العمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق