شـــريط إهداآت

شـــريط إهداآت

الخميس، 19 مايو 2011

الثوريون المصريون بيننا



بقلم : عصام العمري

نخبة من قيادات ثورة 25 يناير في مصر في مضاربنا وبين أهلنا وموضع حفاوتنا وبالتأكيد نالهم قسط كبير من الاهتمام وقدم لهم المنسف الاردني عربون محبة وتقدير وربما تنادى الناس بجيرة الله عليهم قبول دعوات اخرى لإظهار مدى الكرم الاردني في مواجهة ضيوف حلوا سهلا ووطئوا ارضا.
لكن المحير أن كوكبة الأبطال الثوريين الذين خطط لهم للقاء المواطنين وينظر اليهم البعض بإعجاب كبير وغيرهم من رفاق الثورة « النخبة « هم انفسهم وغيرهم من قرر رفع سعر الغاز علينا وتعاملوا معنا كما اسرائيل التي اصلا كانت تحظى بميزة كبيرة عنّا وستعود الى الحصول على الافضلية السعرية لاحقا وأراهن على ذلك. وسنبقى نحن على أمل أن يحنّ علينا أشقاؤنا الثوريون ويرسلوا الينا الغاز وبالسعر الذي سيفرضونه لا سيما أننا الآن سننضم لدول مجلس التعاون الخليجي مما أثار حفيظة بعض الأشقاء الإعلاميين وشاهدنا محاوريهم على الفضائيات الرسمية يطرحون الأسئلة بخبث عن العلاقة في اتحاد بين دول لا يجمعها الجوار والبعد الحدودي وكأن هؤلاء الاعلاميين قد عميت ابصارهم فنسوا أن الاردن يملك اكبر حدود مع المملكة العربية السعودية وألا فاصل طبيعيا بين الأردن والخليج بل هي ارض واحدة ممتدة وصحراء مسكونة بكل الطيب وتفوح من مضارب ساكنيها روائح العنبر الممزوج بالأصالة والنبل وحب الآخر والإيثار ومساعدة المحتاج ونجدة المظلوم وصفاء ونقاء السرّ والسريرة .
لا شك أن أي احد له أن يدعو من يشاء لكن « النخب « الثورية لسنا بحاجة اليها خوفا على فضائنا من أفكار ثورية لا تليق بمجتمعنا ولا بمواطنينا ولأن المواطن العادي يشاهد يوميا نتاج الثورات العظيمة وما خلّفته من دمار ودماء وما حققت من احلام للغلابا والفقراء والمساكين الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة وما تبدل عليهم شيء سوى فقدهم للأمن والأمان في بلدانهم وما حققت الثورات من انجازات عظيمة للدول الاستعمارية وارتهان دولها للبنك الدولي وغرقها في الديون لعشرات السنين مع ارتهان ثرواتها للغرب لمئات السنين الم يكن أكثر واسرائيل التي استراحت ووضعت همّها في الثلاجة ورجليها في الماء البارد!
فإذا كان الجواب أن هذه « النخب « قد فعلت شيئا من الإصلاح وستحقق جزءا من الأحلام التي وعدت بها عبر التغيير ولم يكن الأمر مجرد رسائل وأمنيات وأوهام حملها الفيس بوك وطيرّها لكل ديار العرب بذات النهج الحالم فهذا يدفعنا للسؤال: هل سنرى قريبا فراغا في الأيدي العاملة لدينا جرّاء عودة القوى العاملة المصرية الى ديارها لتشارك في أكل الكعكة؟
وهل سينعم المصريون المعذّبون في الأرض براحة بال بعد رحلات العذاب التي مرّوا بها وتشحططوا في انحاء الدنيا بحثا عن لقمة عيش مغموسة بالكد والتعب وألم الغربة ؟
وهل سيتمتع المواطن العربي المصري بحق التعليم والعمل والوظيفة وسيقبض راتبا يتجاوز ثمن حاجته من اللحمة له ولعائلته لمدة يومين فقط من الشهر؟
وهل سيشدون الرحال عائدين لبلدانهم محملين بالأمل الحقيقي بدل الهموم والخوف من احتمالية عدم قبول رجعتهم وانتهاء التصاريح والإقامات وتأشيرات السفر وضيق ذات اليد؟
شعب عظيم كهذا الشعب المكافح يستحق اكثر من « نخب « ثورية تسوق نفسها لنفسها في لقاءات بالتأكيد لم يحضرها أي عامل مصري مسحوق واحد ممن لديهم كثير من التساؤلات والحيرة المقلقة على وطنهم بل اقتصر الأمر على البروتوكليين والتلميعيين !
وللحققية -لحد الآن- لا أعرف ما سبب دعوة الابطال الثوريين لزيارة الاردن؟
هل لنتعلم منهم نهج الثورة والتغيير وجرّ الأوطان الى مزالق نهايات لا نهايات لها أم لأسباب أخرى لا يعلمها إلا الضالعون والضامرون؟ أم لعل سبب الدعوة لمناقشة ضرورة استمرار تدفق الغاز للأردن بسعر منطقي ومعقول غيرمكلف للخزينة ولا جيب المواطن المسحوق ومنهم المصريون المقيمون بيننا وعددهم بمئات الآلاف ويشاركوننا الماء والكهرباء والغاز والكاز ورغيف الخبر والهواء ؟ ربما من يدري!! .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق