شـــريط إهداآت

شـــريط إهداآت

الثلاثاء، 31 مايو 2011

الاعلام العربي




بقلم : عصام العمري 
سقطت بعض الفضائيات والتي حددت اهدافها مسبقا لقتل الروح الوطنية لدى الشعوب العربية من خلال السم الذي تنفثه عبر شاشاتها المضللة ليلا نهارا وقد كشف المواطنون السوريون الذين جندوا لغايات تخدم هذه الأهداف وعبر شاشات الاعلام الفضائي المتصهين وباعترافات واضحة بثتها وما زالت وسائل الاعلام السوري الحكومية والخاصة لمواطنين غرر بهم مقابل المال او بالتجنيد الأعمى خدمة لأهداف صهيونية ما عادت خافية على أحد.
والمتتبع لهذه الأهداف يدرك حجم الخطر المحدق بكل الدول العربية اذا قررت دوائر معادية ان تستهدف اي دولة لتكون محط مؤامرتها المعدة باشراف خبرات عالمية متخصصة فهي حرب من كل الاتجاهات وبكل انواع الاسلحة وعبر مستويات مختلفة من الفكر المتعدد الاتجاهات والمتناسب حسب الطلب وبما يتفق وميولات الشعوب وايماناتها العقائدية.
الاعترافات التي تبثها الفضائيات السورية العربية لفئات ضلت الطريق وغرر بها تؤكد مدى عميان البصر والبصيرة والارتهان للأهداف الخارجية والأجندات المشبوهة والتي تدخل من باب الفتاوى احيانا على بعض الشباب المتحمس والفارغ من محتويات الانسانية الحضارية المستمدة اصلا من فكر الاسلام النير الذي يحرم القتل تفريق الامة وهدم المنجزات بعيدا عن الأسلوب الدعوي الشرعي المستمد من دستور المسلمين بالدعوة الى الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن.
من يشاهد شلايا الخارجين عن القانون وهم يعترفون ويصفون افعالهم وما يقومون به من تمثيل بالجثث او استهداف النساء لاختطافهن او أخذهن سبايا كما ورد في اعتراف احدهم تم تجنيده في دولة عربية اخرى من قبل تابع لتنظيم القاعدة ومده بالمال والسلاح مبررا أن من جنده يملك قدرة فائقة على الاقناع والمجند المعترف يحمل شهادة البكالوريوس في الشريعة مع الاسف الشديد.
دولنا العربية مدعوة لعدم الاستكانة والنوم في سبات وهي تحسب نفسها بمنأى عن هذا الخطر او تعتقد انها اقوى من الارهاب فمن يعتقد ذلك فهو واهم ومن يعتقد ان مقتل بن لادن اغلق الباب فهو واهم لأن الارهاب قد تمارسه دول ويكون مدعوما من دول عظمى وزعماء دول ورموز تبحث لها عن مكان هنا او هناك وتملك كل الادوات والمليارات ولأهداف بعيدة المدى. الم نتعلم من السابقين العوام الذين قالوا ان السياسة لا دين لها؟.
المتتبع لمجريات الحرب الاعلامية التي تستعر الآن في معظم انحاء دنيا العروبة تنبئ عن مستقبل ضبابي والدولة التي تملك رؤية واضحة ولديها اجهزة ساهرة وقوى امنية امينة ومجموعة من المستشارين الاعلاميين لا الهواة والدخلاء على الاعلام الذين ليسوا ابناء كار وانما تقلدوها مناصب فخرية ولاعتبارات وظيفية فلربما تستطيع ان توجه دفة المجتمع نحو شاطئ الامان بالتوعية الجماهيرية وتعرية الأفكار التي تهب من الخارج وتستوطن العقول والمنابر والقلوب وان تساعد في ايجاد حلول او بدائل حلول لقضايا الشباب العاطل عن العمل والمهيأ لتلقي اية افكار تخدم وقت فراغه وفراغ فكره التائه والمنجذب كثيرا والمنبهر بالغير دون تدقيق او تمحيص او حتى ايمان بل تقليدا اعمى او لمجرد اثبات الذات او تغيير النمط الممل الذي يعيشه في مجتمع مستهلك يكثر فيه الفساد والاعتداء على المال العام دون رادع يزرع في النفس شيئا من الخوف او الوجل من ارتكاب الخطأ.
على الدول ان تعزز اعلامها مقابل هذه الهجمة الشرسة التي لا تبقي ولا تذر وتستخدم كل ما هو متاح وغير متاح وبذرائع مختلفة من ابسطها حقوق الانسان وتغيير الانظمة في توافق عجيب لا يمكن ان يكون خاضعا للصدفة بين اطماع استعمارية وشهية عند البعض الآخر. فالتقاء الرغبتين الاستعمارية بأشكالها والوانها واهدافها وغاياتها ووسائلها ولبوسها مع الارهابية ذات الاهداف والغايات المعروفة هذا الالتقاء يدعو الى التمعن والتفكير والانتباه فلعله هناك التقاء في ذات الاتجاه وان لم يكن معلنا بل التقاء في الغاية والوسيلة وهذا ليس بعيدا على احد ويصيب اي احد ويمكن لأي احد ان يكون الهدف التالي!.
/عن الدستور   

السبت، 28 مايو 2011

الكلية العسكرية الملكية في برقش






بقلم : عصام العمري
أينما تواجد الجيش العربي وفي أي مكان من الدنيا يكون الخير والنماء، والازدهار والبناء، وجيشنا العربي مصدر الأمن والسياج القوي الذي يحوط الوطن بالحماية ويحفظ الكرامة والعزة ويبعث في النفوس إحساس الأمان والطمأنينة وهو الجيش ذو الرسالة العظيمة والمؤمن بالوطن وبالذود عن حياضه إيمانه بقيادته الفذة التي تمده بأسباب التطور والتقدم والتميز وتضفي عليه إلى جانب واجبه العسكري لونا إنسانيا ورسالة أممية في بث السلام العالمي وكان خير سفير للأردن في هذه الرسالة وخلف هذا الجيش قيادة ذو عقلية تنويرية واثقة بخطواتها على كل الصعد وتملك إرادة مؤسسية في قراراتها التي بالنهاية هي لمصلحة الوطن داخليا وخارجيا .
ولعل التوجه لإنشاء الصرح العسكري الحضاري في برقش وبعد الدراسة المستفيضة من حيث اختيار الموقع الجديد وسط منطقة مرشحة لأن تكون تنموية وحاضنة للعديد من المشاريع المستقبلية لتأخذ محافظة عجلون حظها ونصيبها من أسباب التقدم والازدهار والاستفادة من الألق الذي سيضفيه الجيش على المنطقة كاملة.
وبرقش محظوظة لأن تكون حاضنة لهذا الصرح العسكري العلمي الكبير و وجود الكلية العسكرية الملكية فيها أعاد الآمال للناس هناك بحتمية البقاء في أرضهم التي ستشهد تقدما في كل المجالات سواء على صعيد الأيدي العاملة أو السياحة أو ارتفاع مستواها الحضاري وإيقاف نزف الهجرة إلى المدن الكبرى مثل عمان والزرقاء واربد.
الكلية العسكرية الملكية ستكون من أرقى الكليات العسكرية العالمية من حيث التجهيز والإعداد والموقع وكما ستكون جاذبة للمتدربين وطالبي العلوم العسكرية من مختلف أنحاء العالم.
ويبدو أن اختيار برقش لم يأت من فراغ فالمكان والموقع وبما يتمتع به من سمعة تاريخية سيعيد لها مكانتها لتظل حاضرة على مرّ الزمان والطبيعة الخلاّبة ستسهم بتسويق الأردن سياحيا وحضاريا.
وتقول المعلومات إن الكلية العسكرية الملكية في برقش روعي في تصاميمها الهندسية الجوانب البيئية وبحيث تتناسب وطبيعة المنطقة جغرافيا من حيث المحافظة على الثروة الحرجية والموقع التاريخي وكذلك وسط سكان المنطقة الذين يعرف عنهم ولاؤهم المطلق للعرش الهاشمي وحبهم المتصل للوطن وعشقهم الدافق المعطاء كشلالات وعيون الماء والخير العميم في هذا الركن العزيز من الوطن.
وكما هو واضح أن المشروع الذي سيقام على مساحة وقدرها 1200 دونما وتم استملاك 700 دونما منها من أراض مملوكة للمواطنين مقابل الثمن والباقي من أراض حرجية قليلة الأشجار وستعوض من خلال زراعة مختلف الأنواع منها ضمن المشروع نفسه والذي هو بمجمله صديقا للبيئة فالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والحصاد المائي لأمطار الشتاء والمساحات الخضراء التي سيتم تعويضها كلها مكونات المشروع وركائز أساسية في بنيته التحتية .
هكذا مشروع حضاري عظيم يستحق الدعم والمساندة والمباركة لا العرقلة ووضع العصي في الدواليب فهو مشروع نهضوي تنموي تحسد عليه المحافظة والمنطقة.
وما صدر عن البعض من غير ذي العلاقة من ملاحظات حول المشروع وتأثيره على الثروة الحرجية لا ينم إلا عن حسد وغيرة وضيق أفق فحجم الفائدة المرجوة من المشروع أعظم من تأثر بضع دونمات حرجية يذهب كل عام آلاف منها جرّاء التحطيب الجائر والسرقة وحوادث الهش والنش والتدخين العشوائي وسط الغابات ولو أن المحتجين يقودون حملة على الاعتداءات المتكررة على الغابات بفعل الإنسان وعبر العديد من الممارسات السلبية وأخرها الحريق الذي أتى على 200 دونما في جرش الأسبوع الماضي نتيجة استهتار عابث فقتل آلاف الأشجار دون أي فائدة سوى تعرية الطبيعة ودمار مكوناتها الطبيعية ولعل شكوكا تدور حول هكذا اعتداءات وفيها رائحة الحرائق المتعمدة إذ يلجأ البعض إلى حرق الغابات ليتمكن من قطع الأشجار المحروقة بحرية ودون رقابة قانونية مقابل المسائلة عند قطعها في حال كونها قائمة وخضراء والتعرض للعقوبات من قبل الجهات المختصة وهذا يستدعي بذل كل الجهود ومن قبل الجميع للحد من هذا التجني على الثروة الحرجية بدل معارضة مشروع حيوي يحي ولا يميت ويبني ولا يدمر ويزرع الأمان في المنطقة ويكف أيدي العابثين " حرامية التحطيب " إذ ستخضع المنطقة للأجواء الأمنية المريحة وهي أجواء غير مناسبة ولا ملائمة للمتاجرين بمقدرات الوطن وباعة الكلام والمتفلسفين.
/عن الدستور


الأحد، 22 مايو 2011

من الأولـى بالتغيير




بقلم : عصام العمري
لا شك أن موجة ثورات الشارع العربي وساحات التغيير التي رافقت ذلك ومثّلت التسونامي الذي قلب الكيانات وقض المضاجع وأرّق العيون وغيّر وبدّل وأعزّ وأذلّ إنما كانت نتاج معاناة طويلة متسلسلة ومتواصلة وعذابات عاشتها تلك الشعوب مع حكامها وحواشيهم وحرمت من ثروات ومقدرات وإمكانات كانت تذهب في تصاريف لا أحد يعلم إلا الله تعالى عن مصيرها وبالمقابل كان من المحظور على تلك الشعوب أن تشتكي ومن المسموح أن تبكي فلا مجال للتعبير عن الرأي ولا حرية يمكن استنشاقها مع الهواء بل كتم على النفوس والعقول والآراء.
وترى منظمة حقوق الإنسان أن هذا الذي حصل لا يكفي بل يجب هدم كل المؤسسات التي كانت تساند الأنظمة البائدة ! وهنا لا بدّ من التوقف والتمعن وإعادة النظر بالقضية بمجملها والسؤال المشروع هو هل المؤسسات التي كانت تدير الحكم في أي من الدول التي طالها التغيير هل كان وراءها اناس مستوردون من فضاء آخر « من القمر» مثلا أم هم من ذات الشعوب ومن نفس الطينة والعجينة ؟
وهل اللاحقون الذين سيحلّون محلّ السابقين سيتم استيرادهم بمواصفات رفيعة وأفضلية نوعية وسيكونون من الشفافية والحاكمية الرشيدة بحيث سيغيّرون شكل حياة شعوبهم المسحوقة وصولا للحياة الفاضلة ؟ وهل ستكون جيناتهم معدلة وراثيا ومنزوعة من كل إتصال أو صلة بالعرق العربي أو العقلية الشرقية المثقلة بسنوات المعاناة والألم والإحساس بعقدة التراجع عن العالم المتحضّر ؟ وشهية النهب والاستيلاء على كل شيء يخص الشعوب !وثقافة التمسك بالكرسي وعدم التزحزح وتوريث الجمهوريات ! لو أن منظمة حقوق الإنسان تطالب العالم أو تكلف نفسها برؤية ما تفعله إسرائيل ومؤسساتها بالعرب الفلسطينيين العزّل وما تمارسه من إذلال وقهر وتحطيم للنفوس وقلع لجذور البشر والشجر على حد سواء !الحقيقة أن العرب هم العرب ولن يتغير شكلهم عند الأفرنج سواء الذين تغيّروا أو الذين غيّروا فالجينات هي هي والسلوكيات نفسها والعرق ذاته ولا تغيير عليه وما يطلبه ما يسمى بالمجتمع الدولي وما يسطّره على حساب الأمة العربية من مسرحيات التغيير والتبديل إنما هو جزء من قائمة مخططات مرسومة منذ زمن بعيد جدا ولكن المسرحيات تكون على شكل فصول واحدا تلو الآخر والمسرح هنا ستائره حريرية ناعمة والمخرج والكاتب والسيناريست خبرتهم طويلة بعلوم الشعوب ولديهم دراية في فن التآمر ويضمرون في انفسهم خروقات وخروجات على النص ليس بالضرورة أن تكون لمصلحة الممثلين بل بالتأكيد لمصلحة المتفرجين !
كم كنا نتمنى لو أن منظمة حقوق الإنسان وهي التي تخص كل إنسان وليس العربي فقط دون غيره هذه المليئة بالعواطف والمشاعر وتغمرنا بهذا اللطف الزائد والحنان الدافق لو أنها تتحنن على الشعب المقهور المدعو شعب فلسطين فتندد بإسرائيل وبمؤسساتها البوليسية وما خلفها من سجون وأجهزة أمنية تتفنن في تعذيب العرب الفلسطينيين ليلا ونهارا وسرّا وجهارا وتنكّل بهم على مرأى ومسمع العالم أجمع وتقزّم تاريخهم وتحذف آمالهم وتقطع كل صلاتهم بالحضارة الإنسانية التي هي حق لكل البشر على حد سواء .
الأولى والأكثر حاجة للتغيير هو العقل الإسرائيلي الحاكم للشعب الأعزل والنظام البوليسي القمعي الذي يمارسه الإسرائيليون وهم الذين يجب أن يضغط عليهم المجتمع الدولي للتغيير ويحاكم قادتهم ويجيّش كل الدنيا ضد حكامهم الذين لم يسجل في المنطقة أكثر منهم ظلما ولا غطرسة وآن الأوان لمحاسبتهم على جرائمهم السابقة واللاحقة ونبذهم والحجز على حساباتهم وحصارهم وتطويقهم وعلى المتباكين على الشعوب العربية وعلى حقوقهم وآمالهم وحرياتهم البدء من عند إسرائيل ، أليست إسرائيل جزءا من المنطقة ولا بد أن يشملها التغيير.وهل يمكن للعالم أن يترك العرب يقررون بأنفسهم دون التدخل بهم تارة من الأصدقاء وتارة من الأعداء وهل يمكن للعالم ألاّ يتخيل أن العالم العربي كعكة يمكن تقاسمها في أي وقت وهل يمكن للعرب أن يدركوا أن لا أصدقاء ولا أقرباء لهم إلا أنفسهم وأن لا أحد يهمه في هذا العالم إلا مصلحته وأن إسرائيل تضحك في سرها على ما جرى ويجري في شارعنا العربي ؟؟
/

الخميس، 19 مايو 2011

الثوريون المصريون بيننا



بقلم : عصام العمري

نخبة من قيادات ثورة 25 يناير في مصر في مضاربنا وبين أهلنا وموضع حفاوتنا وبالتأكيد نالهم قسط كبير من الاهتمام وقدم لهم المنسف الاردني عربون محبة وتقدير وربما تنادى الناس بجيرة الله عليهم قبول دعوات اخرى لإظهار مدى الكرم الاردني في مواجهة ضيوف حلوا سهلا ووطئوا ارضا.
لكن المحير أن كوكبة الأبطال الثوريين الذين خطط لهم للقاء المواطنين وينظر اليهم البعض بإعجاب كبير وغيرهم من رفاق الثورة « النخبة « هم انفسهم وغيرهم من قرر رفع سعر الغاز علينا وتعاملوا معنا كما اسرائيل التي اصلا كانت تحظى بميزة كبيرة عنّا وستعود الى الحصول على الافضلية السعرية لاحقا وأراهن على ذلك. وسنبقى نحن على أمل أن يحنّ علينا أشقاؤنا الثوريون ويرسلوا الينا الغاز وبالسعر الذي سيفرضونه لا سيما أننا الآن سننضم لدول مجلس التعاون الخليجي مما أثار حفيظة بعض الأشقاء الإعلاميين وشاهدنا محاوريهم على الفضائيات الرسمية يطرحون الأسئلة بخبث عن العلاقة في اتحاد بين دول لا يجمعها الجوار والبعد الحدودي وكأن هؤلاء الاعلاميين قد عميت ابصارهم فنسوا أن الاردن يملك اكبر حدود مع المملكة العربية السعودية وألا فاصل طبيعيا بين الأردن والخليج بل هي ارض واحدة ممتدة وصحراء مسكونة بكل الطيب وتفوح من مضارب ساكنيها روائح العنبر الممزوج بالأصالة والنبل وحب الآخر والإيثار ومساعدة المحتاج ونجدة المظلوم وصفاء ونقاء السرّ والسريرة .
لا شك أن أي احد له أن يدعو من يشاء لكن « النخب « الثورية لسنا بحاجة اليها خوفا على فضائنا من أفكار ثورية لا تليق بمجتمعنا ولا بمواطنينا ولأن المواطن العادي يشاهد يوميا نتاج الثورات العظيمة وما خلّفته من دمار ودماء وما حققت من احلام للغلابا والفقراء والمساكين الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة وما تبدل عليهم شيء سوى فقدهم للأمن والأمان في بلدانهم وما حققت الثورات من انجازات عظيمة للدول الاستعمارية وارتهان دولها للبنك الدولي وغرقها في الديون لعشرات السنين مع ارتهان ثرواتها للغرب لمئات السنين الم يكن أكثر واسرائيل التي استراحت ووضعت همّها في الثلاجة ورجليها في الماء البارد!
فإذا كان الجواب أن هذه « النخب « قد فعلت شيئا من الإصلاح وستحقق جزءا من الأحلام التي وعدت بها عبر التغيير ولم يكن الأمر مجرد رسائل وأمنيات وأوهام حملها الفيس بوك وطيرّها لكل ديار العرب بذات النهج الحالم فهذا يدفعنا للسؤال: هل سنرى قريبا فراغا في الأيدي العاملة لدينا جرّاء عودة القوى العاملة المصرية الى ديارها لتشارك في أكل الكعكة؟
وهل سينعم المصريون المعذّبون في الأرض براحة بال بعد رحلات العذاب التي مرّوا بها وتشحططوا في انحاء الدنيا بحثا عن لقمة عيش مغموسة بالكد والتعب وألم الغربة ؟
وهل سيتمتع المواطن العربي المصري بحق التعليم والعمل والوظيفة وسيقبض راتبا يتجاوز ثمن حاجته من اللحمة له ولعائلته لمدة يومين فقط من الشهر؟
وهل سيشدون الرحال عائدين لبلدانهم محملين بالأمل الحقيقي بدل الهموم والخوف من احتمالية عدم قبول رجعتهم وانتهاء التصاريح والإقامات وتأشيرات السفر وضيق ذات اليد؟
شعب عظيم كهذا الشعب المكافح يستحق اكثر من « نخب « ثورية تسوق نفسها لنفسها في لقاءات بالتأكيد لم يحضرها أي عامل مصري مسحوق واحد ممن لديهم كثير من التساؤلات والحيرة المقلقة على وطنهم بل اقتصر الأمر على البروتوكليين والتلميعيين !
وللحققية -لحد الآن- لا أعرف ما سبب دعوة الابطال الثوريين لزيارة الاردن؟
هل لنتعلم منهم نهج الثورة والتغيير وجرّ الأوطان الى مزالق نهايات لا نهايات لها أم لأسباب أخرى لا يعلمها إلا الضالعون والضامرون؟ أم لعل سبب الدعوة لمناقشة ضرورة استمرار تدفق الغاز للأردن بسعر منطقي ومعقول غيرمكلف للخزينة ولا جيب المواطن المسحوق ومنهم المصريون المقيمون بيننا وعددهم بمئات الآلاف ويشاركوننا الماء والكهرباء والغاز والكاز ورغيف الخبر والهواء ؟ ربما من يدري!! .

الأحد، 15 مايو 2011

كونوا حياديين ....


كونوا حياديين ......

بقلم : عصام العمري 



بمنتهى الشفافية وحس المسؤولية الاخلاقية العربية تجاه اخوتنا العرب واشقائنا وجيراننا السوريين، يجد المرء نفسه يشعر بالحرج وهو يطالع ما يكتبه الزملاء الصحفيين وما نقرؤه على شريط الاخبار في التلفزيونات الاردنية من أخبار الوضع في سوريا ان لجهة مقالات تفوح منها رائحة التشفي لأغراض ومواقف سابقة او لجهة التحليل والتدخل والادلاء بالدلو في غير البئر المفروض ان تكون فيها.
فعلى مدى سنوات طويلة من الجيرة والعلاقات ما بين البلدين والتي اتسمت في ظاهرها على الأقل بالأخوية ومنذ عام 1970 كانت هذه العلاقات تسير سيرا حسنا رغم محاولات البعض لعرقلتها او وضعها في اطار "الاشكالية" بعيدا عن الواقع اليومي الملاحظ في حركة السفر والسياحة والتجارة والمصاهرة وغيرها.
ولكن حسب رؤى البعض كنا نسمع ان العلاقة تتراوح بين التوتر او التوتر المتصاعد او الانسيابية ولكن المواطن العادي في كلا البلدين لم يكن يهمه هذا التحليل او ذاك بل ظل مهتما بمصلحته وهواه ورغبته في التعايش مع الاخ والجار ببساطة وسهولة وظل حلم المواطن السوري ان يزور البتراء او حمامات ماعين والبحر الميت وكذلك اصر المواطن الاردني على قضاء اجازة نهاية الاسبوع في سوريا للاستمتاع بالأجواء الرائعة مثيل لها والتلذذ بأكل التبولة السورية والكبة المشوية وتذوق منتجات "بكداش" وزيارة سوق الحميدية والصلاة في الأموي واما في الأجازات الطويلة الذهاب الى طرطوس واللاذقية وحلب في نزهة لا مثيل لها وبكلفة بسيطة تتناسب ودخل المواطن الأردني الذي يشتهي السفر الى خارج الوطن ولو لمرة واحدة في العمر.
لغة التصعيد وربما غياب أهمية المصلحة المشتركة عن اذهان السادة في صحفنا وتلفزيوننا وبحثهم عن الاثارة والخبر السريع على حساب العلاقة الأخوية وأفترض حسن النية لديهم، هذه اللغة يجب اعادة صياغتها بالاعتدال والحيادية ولن يضير المستمع او المشاهد او القارئ شيء ولن يفوته اي خبر ما دامت هناك محطات جيّشت وكرّست كلّ امكاناتها لتسليط الضوء على النقاط الساخنة في العالم العربي واذا كان ولا بد من البقاء على صلة بالحدث فلنكن حياديين وليكن اعلامنا في المنطقة الخضراء.
ولو ان الادوار لا سمح الله ولا قدّر متبادلة فهل نقبل او نرضى ان يتعامل معنا الاعلام السوري بهذا الشكل ونترك للكتاب تفريغ غاياتهم وحساباتهم على حساب دولة شقيقة ليس لنا سوى الدعاء الى العلي القدير ان يجنبها وسائر بلاد العرب كل سوء. جازما ان احدا منّا لا يقبل ان يكون الى جانب الدوائر الصهيونية في عدائها الواضح والمفضوح للعرب وكذلك دول القرار العالمي ذات الالف مكيال التي لا ترى انتهاكات اسرائيل اليومية وتنكيلها بالعزّل من الشعب الفلسطيني وممارسة اسوأ انواع القتل والدمار ومجلسها الاممي هنا وفي هذا الجانب يغط في سبات عميق ولا يرى في أحلامه سوى سوريا وغيرها من الدول العربية التي يبدو انه وضعها بالترتيب في قائمة اعدت بعناية خدمة لاسرائيل كعربون صداقة ووفاء والتزام، وتأكيد لها انها ستنعم بالسلام والأمان وراحة البال للمئة عام القادمة على الأقل على حساب قلق الشعوب العربية وخطر حاضرها ومستقبلها.


الأربعاء، 11 مايو 2011

الاعلام العربي ...

الاعلام العربي ....بقلم : عصام العمري 





 سقطت بعض الفضائيات والتي حددت اهدافها مسبقا لقتل الروح الوطنية لدى الشعوب العربية من خلال السم الذي تنفثه عبر شاشاتها المضللة ليلا نهارا وقد كشف المواطنون السوريون الذين جندوا لغايات تخدم هذه الأهداف وعبر شاشات الاعلام الفضائي المتصهين وباعترافات واضحة بثتها وما زالت وسائل الاعلام السوري الحكومية والخاصة لمواطنين غرر بهم مقابل المال او بالتجنيد الأعمى خدمة لأهداف صهيونية ما عادت خافية على أحد.
والمتتبع لهذه الأهداف يدرك حجم الخطر المحدق بكل الدول العربية اذا قررت دوائر معادية ان تستهدف اي دولة لتكون محط مؤامرتها المعدة باشراف خبرات عالمية متخصصة فهي حرب من كل الاتجاهات وبكل انواع الاسلحة وعبر مستويات مختلفة من الفكر المتعدد الاتجاهات والمتناسب حسب الطلب وبما يتفق وميولات الشعوب وايماناتها العقائدية.
الاعترافات التي تبثها الفضائيات السورية العربية لفئات ضلت الطريق وغرر بها تؤكد مدى عميان البصر والبصيرة والارتهان للأهداف الخارجية والأجندات المشبوهة والتي تدخل من باب الفتاوى احيانا على بعض الشباب المتحمس والفارغ من محتويات الانسانية الحضارية المستمدة اصلا من فكر الاسلام النير الذي يحرم القتل تفريق الامة وهدم المنجزات بعيدا عن الأسلوب الدعوي الشرعي المستمد من دستور المسلمين بالدعوة الى الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن.
من يشاهد شلايا الخارجين عن القانون وهم يعترفون ويصفون افعالهم وما يقومون به من تمثيل بالجثث او استهداف النساء لاختطافهن او أخذهن سبايا كما ورد في اعتراف احدهم تم تجنيده في دولة عربية اخرى من قبل تابع لتنظيم القاعدة ومده بالمال والسلاح مبررا أن من جنده يملك قدرة فائقة على الاقناع والمجند المعترف يحمل شهادة البكالوريوس في الشريعة مع الاسف الشديد.
دولنا العربية مدعوة لعدم الاستكانة والنوم في سبات وهي تحسب نفسها بمنأى عن هذا الخطر او تعتقد انها اقوى من الارهاب فمن يعتقد ذلك فهو واهم ومن يعتقد ان مقتل بن لادن اغلق الباب فهو واهم لأن الارهاب قد تمارسه دول ويكون مدعوما من دول عظمى وزعماء دول ورموز تبحث لها عن مكان هنا او هناك وتملك كل الادوات والمليارات ولأهداف بعيدة المدى. الم نتعلم من السابقين العوام الذين قالوا ان السياسة لا دين لها؟.
المتتبع لمجريات الحرب الاعلامية التي تستعر الآن في معظم انحاء دنيا العروبة تنبئ عن مستقبل ضبابي والدولة التي تملك رؤية واضحة ولديها اجهزة ساهرة وقوى امنية امينة ومجموعة من المستشارين الاعلاميين لا الهواة والدخلاء على الاعلام الذين ليسوا ابناء كار وانما تقلدوها مناصب فخرية ولاعتبارات وظيفية فلربما تستطيع ان توجه دفة المجتمع نحو شاطئ الامان بالتوعية الجماهيرية وتعرية الأفكار التي تهب من الخارج وتستوطن العقول والمنابر والقلوب وان تساعد في ايجاد حلول او بدائل حلول لقضايا الشباب العاطل عن العمل والمهيأ لتلقي اية افكار تخدم وقت فراغه وفراغ فكره التائه والمنجذب كثيرا والمنبهر بالغير دون تدقيق او تمحيص او حتى ايمان بل تقليدا اعمى او لمجرد اثبات الذات او تغيير النمط الممل الذي يعيشه في مجتمع مستهلك يكثر فيه الفساد والاعتداء على المال العام دون رادع يزرع في النفس شيئا من الخوف او الوجل من ارتكاب الخطأ.
على الدول ان تعزز اعلامها مقابل هذه الهجمة الشرسة التي لا تبقي ولا تذر وتستخدم كل ما هو متاح وغير متاح وبذرائع مختلفة من ابسطها حقوق الانسان وتغيير الانظمة في توافق عجيب لا يمكن ان يكون خاضعا للصدفة بين اطماع استعمارية وشهية عند البعض الآخر. فالتقاء الرغبتين الاستعمارية بأشكالها والوانها واهدافها وغاياتها ووسائلها ولبوسها مع الارهابية ذات الاهداف والغايات المعروفة هذا الالتقاء يدعو الى التمعن والتفكير والانتباه فلعله هناك التقاء في ذات الاتجاه وان لم يكن معلنا بل التقاء في الغاية والوسيلة وهذا ليس بعيدا على احد ويصيب اي احد ويمكن لأي احد ان يكون الهدف التالي!.
/عن الدستور

الأحد، 8 مايو 2011

الاعلاميون السوريون.. تحية لكم .







الاعلاميون السوريون.. تحية لكم .
بقلم عصام العمري


عصام العمري 

لا أحد ينكر أن الاعلام يشكل الآن حالة قوية للتغيير في العالم واصبح الاعلام أداة فاعلة وكان يطلق على الحالة الاعلامية التي تتمثل بالسجال الكلامي بين الدول بالحرب الاعلامية تشبيها بالحرب العسكرية وقد تطور هذا المفهوم بحيث اصبحت الحرب الاعلامية واقعا وقد لجأت كثير من الدول الى هذا الاسلوب الجديد في الحرب فهذه الحرب لا تكلف كثيرا وخسائرها في الارواح تقتصر على الجانب الاخر فقط والمواجهة فيها على الارض تكون بين شعب او مواطني الوطن الواحد المستهدف من الحرب دون الجهة المعتدية التي لا يكلفها الامر سوى فريق عمل اعلامي محترف يسانده بضع خبراء او عملاء من الجانب الآخر وفضائية واسعة الانتشار ولديها مندوبون اشرار معبأون بشكل جيد وجيوبهم مليئة بالمال ولا شرط للجنسية او الانتماء لأي ملة او دين والمهم المبلغ المرقوم والمدفوع لنقل المعركة على ارض الجانب الآخر واشعال فتيل الفتنة واذكاء روح العداء وتثوير المواطنين وضمان الاقتتال الداخلي اي بمعنى آخر حرب محلية من صنع خارجي او حرب داخلية من صنع عدو او صديق متربص او مأجور خارجي والامثلة كثيرة على ذلك ففي عالمنا العربي عشنا هذا النموذج في حرب العراق التي كانت تجربة جديدة لوسائل الاعلام العالمية التي مارست كل انواع الحرب الاعلامية وتدربت مجموعات وعلى ارض الواقع وفعليا فمارست الحرب وانتصرت فيها الامبراطوريات الاعلامية وهزمت الجيش النظامي صاحب العدد والعدة بمساندة الألة الحربية فكانت الكاميرات التلفزيونية عين صواريخ الكروز ودليلها وكانت هذه الكاميرات حصان طروادة الذي يدخل الاعداء نهارا جهارا الى الدولة المستهدفة وبعد حملة طويلة مدروسة ومركزة وتحطيم للمعنويات وفبركة قصص عديدة وبمشاركة أحدث الاسلحة في هذا السياق وهو سلاح التواصل الاجتماعي واستخدام طاقات الشباب المتعطش والمفعم بالأحباط والمعبئ بكثير من مختلف المشاعر والافكار فتبدأ الحرب من حقوق الانسان وتنتهي بهدم آمال نفس الانسان باحتلال وطنه او احضار حكام جدد من خارج الحدود مرتبطين بقوى عالمية استعمارية ذات اهداف شيطانية ملونة بألوان ملائكية ناعمة نلمس نتائحها في عديد من الدول التي مورست عليها هذه الحرب الحديثة فكان الخراب وكان الألم والتشريد ونهب الثروات والاقتتال وزوال الأمن والأمان.
ولكن الاعلام الواعي المهني المدروس والمتمكن والمؤمن برسالته والمستند للأيديولوجية الواضحة يمكن ان يتصدى او يحاول ان يكون ندا على الأقل لتوعية مواطنيه وتجنيبهم خطر التأثر بموجات الاعلام الفضائي المسعور وهنا اشير وبدون اي تحيز وبدون اي مصلحة ولكن من باب المهنية البحت اشير الى الزملاء في الاعلام السوري الشقيق الذين شكلوا حالة متفردة في التصدي للأعلام الفضائي المسعور الذي يتدخل بشكل واسع وعبر كل وسائل الاتصال وعبر غرف المونتاج والمكساج المدججة بأحدث تكنولوجيا المرئي والمسموع وقد ابدى الاعلام السوري كفاءة مهنية عالية في التعاطي مع الحرب الاعلامية ضد وطنهم ان لجهة تجييش الشارع ونقل مشاعر وانطباعات المواطنين (الغالبية الصامتة) وصولا لتصوير الحالة الحقيقية للشارع السوري مقارنة مع الهجمة الشرسة القادمة من الخارج أوالداخل وبحالة جنونية والتي استهدفت قتل الروح المعنوية للمواطنين والمسئولين على حد سواء وتدمير كل البنى مستخدمة كل اسلحة الحرب الاعلامية ووسائل الاتصال الجماهيري والتواصل الاجتماعي وشهود العيان المفبركين والروايات الدموية المفجوعة الباكية فكان الاعلام السوري والخاص تحديدا قويا في تعرية الصورة وكشف المستور وفضح التلاعب الفني وترصد وتصيد الهفوات التي فاتت المونتير او المزور العميل او العدو وسمعنا وشاهدنا كثيرا من التناقضات التي التقطها الراصد السوري الاعلامي المتمكن والتي كانت عبارة عن صناعة اعلامية مزيفة بشكل رديء لكن اعتادت هذه الاجهزة الاعلامية المصنوعة لهذه الغاية ان تمررها على المواطن العربي هنا او هناك ويقبلها بمحض سذاجته مع علمه بسوء النية عند هذه المحطات الحربية الفضائية والتي لا تنقل الرأي ولا الرأي الآخر بل ما يعد في دوائر الخفاء والتخطيط الاسود ضد الامة.
الزملاء في الاعلام السوري فرطوا المسبحة وكشفوا عيوب التزوير الاعلامي والتزييف المسبق والتآمر الذي مارسته وسائل اعلام، عربية اللغة صهونية الصناعة والولاء.
نعم.. نجحوا في تطويق فضائهم من التلوث الاعلامي الخارجي فتحية لهم لانهم مهنيون حقا وصمدوا أمام تغول اعلام المستعربين في زمن اعلام الامبراطوريات المتآمرة التي تستهدف الأمة في صميم كيانها ووجودها خدمة للصهيونية العالمية وسياسة الدول التي تكيل بالف مكيال ومكيال.



عصام العمري