شـــريط إهداآت

شـــريط إهداآت

السبت، 28 مايو 2011

الكلية العسكرية الملكية في برقش






بقلم : عصام العمري
أينما تواجد الجيش العربي وفي أي مكان من الدنيا يكون الخير والنماء، والازدهار والبناء، وجيشنا العربي مصدر الأمن والسياج القوي الذي يحوط الوطن بالحماية ويحفظ الكرامة والعزة ويبعث في النفوس إحساس الأمان والطمأنينة وهو الجيش ذو الرسالة العظيمة والمؤمن بالوطن وبالذود عن حياضه إيمانه بقيادته الفذة التي تمده بأسباب التطور والتقدم والتميز وتضفي عليه إلى جانب واجبه العسكري لونا إنسانيا ورسالة أممية في بث السلام العالمي وكان خير سفير للأردن في هذه الرسالة وخلف هذا الجيش قيادة ذو عقلية تنويرية واثقة بخطواتها على كل الصعد وتملك إرادة مؤسسية في قراراتها التي بالنهاية هي لمصلحة الوطن داخليا وخارجيا .
ولعل التوجه لإنشاء الصرح العسكري الحضاري في برقش وبعد الدراسة المستفيضة من حيث اختيار الموقع الجديد وسط منطقة مرشحة لأن تكون تنموية وحاضنة للعديد من المشاريع المستقبلية لتأخذ محافظة عجلون حظها ونصيبها من أسباب التقدم والازدهار والاستفادة من الألق الذي سيضفيه الجيش على المنطقة كاملة.
وبرقش محظوظة لأن تكون حاضنة لهذا الصرح العسكري العلمي الكبير و وجود الكلية العسكرية الملكية فيها أعاد الآمال للناس هناك بحتمية البقاء في أرضهم التي ستشهد تقدما في كل المجالات سواء على صعيد الأيدي العاملة أو السياحة أو ارتفاع مستواها الحضاري وإيقاف نزف الهجرة إلى المدن الكبرى مثل عمان والزرقاء واربد.
الكلية العسكرية الملكية ستكون من أرقى الكليات العسكرية العالمية من حيث التجهيز والإعداد والموقع وكما ستكون جاذبة للمتدربين وطالبي العلوم العسكرية من مختلف أنحاء العالم.
ويبدو أن اختيار برقش لم يأت من فراغ فالمكان والموقع وبما يتمتع به من سمعة تاريخية سيعيد لها مكانتها لتظل حاضرة على مرّ الزمان والطبيعة الخلاّبة ستسهم بتسويق الأردن سياحيا وحضاريا.
وتقول المعلومات إن الكلية العسكرية الملكية في برقش روعي في تصاميمها الهندسية الجوانب البيئية وبحيث تتناسب وطبيعة المنطقة جغرافيا من حيث المحافظة على الثروة الحرجية والموقع التاريخي وكذلك وسط سكان المنطقة الذين يعرف عنهم ولاؤهم المطلق للعرش الهاشمي وحبهم المتصل للوطن وعشقهم الدافق المعطاء كشلالات وعيون الماء والخير العميم في هذا الركن العزيز من الوطن.
وكما هو واضح أن المشروع الذي سيقام على مساحة وقدرها 1200 دونما وتم استملاك 700 دونما منها من أراض مملوكة للمواطنين مقابل الثمن والباقي من أراض حرجية قليلة الأشجار وستعوض من خلال زراعة مختلف الأنواع منها ضمن المشروع نفسه والذي هو بمجمله صديقا للبيئة فالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والحصاد المائي لأمطار الشتاء والمساحات الخضراء التي سيتم تعويضها كلها مكونات المشروع وركائز أساسية في بنيته التحتية .
هكذا مشروع حضاري عظيم يستحق الدعم والمساندة والمباركة لا العرقلة ووضع العصي في الدواليب فهو مشروع نهضوي تنموي تحسد عليه المحافظة والمنطقة.
وما صدر عن البعض من غير ذي العلاقة من ملاحظات حول المشروع وتأثيره على الثروة الحرجية لا ينم إلا عن حسد وغيرة وضيق أفق فحجم الفائدة المرجوة من المشروع أعظم من تأثر بضع دونمات حرجية يذهب كل عام آلاف منها جرّاء التحطيب الجائر والسرقة وحوادث الهش والنش والتدخين العشوائي وسط الغابات ولو أن المحتجين يقودون حملة على الاعتداءات المتكررة على الغابات بفعل الإنسان وعبر العديد من الممارسات السلبية وأخرها الحريق الذي أتى على 200 دونما في جرش الأسبوع الماضي نتيجة استهتار عابث فقتل آلاف الأشجار دون أي فائدة سوى تعرية الطبيعة ودمار مكوناتها الطبيعية ولعل شكوكا تدور حول هكذا اعتداءات وفيها رائحة الحرائق المتعمدة إذ يلجأ البعض إلى حرق الغابات ليتمكن من قطع الأشجار المحروقة بحرية ودون رقابة قانونية مقابل المسائلة عند قطعها في حال كونها قائمة وخضراء والتعرض للعقوبات من قبل الجهات المختصة وهذا يستدعي بذل كل الجهود ومن قبل الجميع للحد من هذا التجني على الثروة الحرجية بدل معارضة مشروع حيوي يحي ولا يميت ويبني ولا يدمر ويزرع الأمان في المنطقة ويكف أيدي العابثين " حرامية التحطيب " إذ ستخضع المنطقة للأجواء الأمنية المريحة وهي أجواء غير مناسبة ولا ملائمة للمتاجرين بمقدرات الوطن وباعة الكلام والمتفلسفين.
/عن الدستور


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق