شـــريط إهداآت

شـــريط إهداآت

الأحد، 15 مايو 2011

كونوا حياديين ....


كونوا حياديين ......

بقلم : عصام العمري 



بمنتهى الشفافية وحس المسؤولية الاخلاقية العربية تجاه اخوتنا العرب واشقائنا وجيراننا السوريين، يجد المرء نفسه يشعر بالحرج وهو يطالع ما يكتبه الزملاء الصحفيين وما نقرؤه على شريط الاخبار في التلفزيونات الاردنية من أخبار الوضع في سوريا ان لجهة مقالات تفوح منها رائحة التشفي لأغراض ومواقف سابقة او لجهة التحليل والتدخل والادلاء بالدلو في غير البئر المفروض ان تكون فيها.
فعلى مدى سنوات طويلة من الجيرة والعلاقات ما بين البلدين والتي اتسمت في ظاهرها على الأقل بالأخوية ومنذ عام 1970 كانت هذه العلاقات تسير سيرا حسنا رغم محاولات البعض لعرقلتها او وضعها في اطار "الاشكالية" بعيدا عن الواقع اليومي الملاحظ في حركة السفر والسياحة والتجارة والمصاهرة وغيرها.
ولكن حسب رؤى البعض كنا نسمع ان العلاقة تتراوح بين التوتر او التوتر المتصاعد او الانسيابية ولكن المواطن العادي في كلا البلدين لم يكن يهمه هذا التحليل او ذاك بل ظل مهتما بمصلحته وهواه ورغبته في التعايش مع الاخ والجار ببساطة وسهولة وظل حلم المواطن السوري ان يزور البتراء او حمامات ماعين والبحر الميت وكذلك اصر المواطن الاردني على قضاء اجازة نهاية الاسبوع في سوريا للاستمتاع بالأجواء الرائعة مثيل لها والتلذذ بأكل التبولة السورية والكبة المشوية وتذوق منتجات "بكداش" وزيارة سوق الحميدية والصلاة في الأموي واما في الأجازات الطويلة الذهاب الى طرطوس واللاذقية وحلب في نزهة لا مثيل لها وبكلفة بسيطة تتناسب ودخل المواطن الأردني الذي يشتهي السفر الى خارج الوطن ولو لمرة واحدة في العمر.
لغة التصعيد وربما غياب أهمية المصلحة المشتركة عن اذهان السادة في صحفنا وتلفزيوننا وبحثهم عن الاثارة والخبر السريع على حساب العلاقة الأخوية وأفترض حسن النية لديهم، هذه اللغة يجب اعادة صياغتها بالاعتدال والحيادية ولن يضير المستمع او المشاهد او القارئ شيء ولن يفوته اي خبر ما دامت هناك محطات جيّشت وكرّست كلّ امكاناتها لتسليط الضوء على النقاط الساخنة في العالم العربي واذا كان ولا بد من البقاء على صلة بالحدث فلنكن حياديين وليكن اعلامنا في المنطقة الخضراء.
ولو ان الادوار لا سمح الله ولا قدّر متبادلة فهل نقبل او نرضى ان يتعامل معنا الاعلام السوري بهذا الشكل ونترك للكتاب تفريغ غاياتهم وحساباتهم على حساب دولة شقيقة ليس لنا سوى الدعاء الى العلي القدير ان يجنبها وسائر بلاد العرب كل سوء. جازما ان احدا منّا لا يقبل ان يكون الى جانب الدوائر الصهيونية في عدائها الواضح والمفضوح للعرب وكذلك دول القرار العالمي ذات الالف مكيال التي لا ترى انتهاكات اسرائيل اليومية وتنكيلها بالعزّل من الشعب الفلسطيني وممارسة اسوأ انواع القتل والدمار ومجلسها الاممي هنا وفي هذا الجانب يغط في سبات عميق ولا يرى في أحلامه سوى سوريا وغيرها من الدول العربية التي يبدو انه وضعها بالترتيب في قائمة اعدت بعناية خدمة لاسرائيل كعربون صداقة ووفاء والتزام، وتأكيد لها انها ستنعم بالسلام والأمان وراحة البال للمئة عام القادمة على الأقل على حساب قلق الشعوب العربية وخطر حاضرها ومستقبلها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق